القائمة الرئيسية

الصفحات

سر التحفيز والانتاجية من منظور كتاب العادات الذرية - الجزء الرابع

وصلنا إلى الجزء الرابع من تلخيص كتاب العادات الذرية للكاتب جيمس كلير، وفي هذا الجزء سنتحدث عن المرحلة الثالثة من مراحل تكوين العادات الذرية الجيدة، وهي الاستجابة.


تلخيص كتاب العادات الذرية - الجزء الرابع


سر التحفيز والانتاجية من منظور كتاب العادات الذرية
الجزء الرابع

في الجزء الثالث من سلسلة  تلخيص كتاب العادات الذرية للكاتب جيمس كلير، تحدثنا عن المرحلة الثانية من مراحل تكوين العادات الذرية الجيدة، وهي: الرغبة.

يمكنك مراجعة الجزء الثالث من هنا: سر التحفيز والانتاجية من منظور كتاب العادات الذرية - الجزء الثالث


أما اليوم موعدنا مع الإستجابة ،،


الاستجابة: كيف نجعلها واضحة لتكوين عادات جيدة؟



يقول جيمس كلير في كتاب العادات الذرية "إذا أردت أن تتقن عادة ما، فالمفتاح يتمثل في البدء مع التكرار، وليس استهداف الكمال"
فقط ابدأ في ممارسة العادة فحسب دون أن تتكشف لك بكامل تفاصيلها.


تكمن سهولة الاستجابة نحو الفعل لممارسته دون تكاسل، أن تأخذ العادة المراد تبنيها شكل تلك العادات التي نمارسها دون أدنى مجهود.



فأنت مثلاً تشاهد التلفاز، وتتصفح هاتفك وتطالع بريدك الالكتروني أو الرسائل الواردة بأقل طاقة ممكنة، ولذلك لا تجد هذه العادات ثقيلة، وتجد السبيل دوماً إلى ممارستها والحصول عليها دون مشقة.



بينما إذا قلت بأنك ستمارس تمرين الضغط 100 مرة كل يوم، لتحصل على جسم مشدود، ربما ستجد ما يحمسك في البداية ولكن بعد مرور يومين أو ثلاثة ستجد أن الأمر مرهق جداً وتبدأ في التراخي عنه.



ليس تمرين الضغط هو الغاية التي نريد الحصول عليها، ولكننا نبغي جسم رياضي ممشوق، هذا هو الهدف الذي نريد تحقيقه، من هنا علينا أن نجعلها سهلة. مرة ثانية عليك أن تجعل الاستجابة سهلة عن طريق تنظيم البيئة واعادة تهيئتها وإزالة المشتتات وتنحية المغريات التي تستنزف وقتنا وطاقتنا، هذا سيمكننا من تحقيق المزيد من الإنتاج والانجاز بجهد أقل.



يصف جيمس كلير في كتاب العادات الذرية بناء العادات بالمعارك تخوضها فتكسبها وتنشيء عادات جيدة، أو تخوضها العادات السيئة ضدك فتتمكن منك وتهزمك. يقول جيمس كلير: معركة بناء العادات الجيدة تتلخص في تقليل الصعوبات المصاحبة للعادات الحسنة، وزيادة الصعوبات المصاحبة للعادات السيئة.



كيف تجعل الاستجابة سهلة؟ جهز حذائك الرياضي وملابسك الرياضية من مساء اليوم السابق لتجعل عادة ممارسة رياضة الجري صباحا سهلة، ضع أقلاماً وأوراقاً على مكتبك لتجعل عادة الكتابة سهلة، نظف حمامك بينما تستعد للاستحمام.




ارسي مبدأ الـ 5 دقائق لتكوين أي عادة جديدة


عندما تعلم أنك ستستغرق فقط 5 دقائق "مجرد 5 دقائق فقط" في فعل شيء، فلن تجد ما يثنيك عن هذا الفعل، إذا كنت تنوي أن تتبنى عادة القراءة، عليك أن تقرأ لمدة 5 دقائق فقط كل يوم.



5 دقائق كفيلة من الضائلة بين ساعات يومك الطويل، أن تقضيها في فعل عادة جديدة دون أن تتكاسل عنها أو تسوفها، وعندما تذكر نفسك أنها مجرد 5 دقائق وحسب فسوف يدفعك ذلك ويشجعك أن تمارس فيها ما تود أن تتبناه في حياتك اليومية من عادات جيدة.



أعرف صديق وضع لنفسه جدول يومي من التمارين الرياضية، يبدأ في الساعة 8 ص وينتهي في تمام 8,05 ص، 5 دقائق فقط كل يوم لممارسة الرياضة لا حجة لك للهرب منها أو تسويفها.


في النهاية 5 دقائق من القراءة يومياً أفضل من لا شيء، قراءة صفحة من المصحف الشريف كل يوم أفضل من لا شيء، لعب 5 مرات من تمرين الضغط أفضل من لا شيء، هكذا يمكن أن تجعل الاستجابة للعادة الجديدة سهلة ميسرة خفيفة.


وفي أغلب الأحيان يتطور الأمر ولكن بعد أن نرسي قواعد اللعبة، عليك أن ترسي المعيار قبل أن تقوم بتحسين العادة، فلا يمكن تحسين عادة غير موجودة، اجعل هذا اسلوبك نحو بناء العادات الذرية الجيدة.




الاستجابة: كيف نجعلها صعبة للتخلص من عادات سيئة؟



عندما شعر الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو بمداهمة الوقت له قبل موعد إطلاق راويته الشهيرة "أحدب نوتردام"، ولم يكن قد بدأ في كتابتها بعد بسبب كثرة اجتماعاته ولقاءاته واستضافة ضيوفه وتسويفه المستمر، قام بجمع جميع ملابسه وطلب من مساعده أن يضعها في خزانة كبيرة ويغلقها، وعندما لم يكن له ما يلبسه سوى شال كبير، ونتيجة افتقاره إلى ملابس ملائمة للخروج، فقد عكف داخل مكتبه وانهمك في الكتابة وفي غضون شهور قليلة وفي الموعد المحدد خرجت روايته للنور.



مرة أخرى لا يكون النجاح متعلقاً بجعل العادات الجيدة سهلة بقدر ما يكون متعلقاً بجعل العادات السيئة صعبة، فإن كنت تعاني من تعلقك بمشاهدة التلفاز قم بفكه ووضعه داخل صندوقه بعد كل مرة تشاهده فيها، أو اطلب من أحد أخواتك اخفاء الريموت، الفكرة هنا أن تجعل العادة السيئة تحتاج إلى مجهوداً أكبر للبدء فيها، ما يجعلك تتكاسل عن ممارستها أو تؤجلها.



المشتتات والبيئة التي يسهل بها الوصول إلى الملهيات، هي بيئة تعين شيطانك عليك وتجهدك وتبطل خطتك وتستنزف طاقتك، فليس من المعقول أن تتبنى عادة تناول الغذاء الصحي، وثلاجتك مليئة بالحلوة والأطعمة السريعة، حتماً ستخور عزيمتك وتفسد خطتك، عليك بوضع الصعوبات والعقبات حتى يصير خيار فعل العادة غير متاح من الأساس.



أغلبنا حسب دراسة يقضي أكثر من ساعتين كل يوم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك في أحسن حالاتنا. تخيل ماذا يمكنك أن تفعل في 60 ساعة مهدرة في الشهر؟ بل كيف يمكنك أن تستغل 750 ساعة إضافية في السنة؟!!



يمكنك أن تجعل عادة تصفح مواقع التواصل الاجتماعي المقيتة أكثر صعوبة إذا اتفقت مع أحد أفراد أسرتك بأن يغير كلمات المرور الخاصة على تليفونك ويعطيها لك فقط في نهاية كل أسبوع، وأنت أيضاً قم بتغيير كلمات المرور لصالحه، تخيل كم من العادات الجيدة واوقات الفراغ التي يمكنكما أن تحسنا استغلالها؟! كم من المشاريع أو المهام سترى النور بعد أن ظلت حبيسة درج التسويف والمماطلة؟!



اجعل الطريق إلى العادات السيئة مليئاً بالعقبات والصعوبات، ضعها بنفسك على الطريق المؤدي إلى العادات التي تريد أن تتخلص منها، اجعل الاستجابة إلى الفعل صعبة أو مستحيلة، تخيل صديقاً ألزم نفسه بدفع مبلغ من المال صدقة عن كل يوم أضاع فيه صلاة الفجر، كم يوم سيضحي فيه بالصلاة ؟!


انتظرونا في الجزء القادم من ملخص كتاب العادات الذرية للكاتب جيمس كلير، عن المرحلة الخامسة والأخيرة من مراحل تكوين العادات الذرية: المكافئة.




Reactions:

تعليقات