القائمة الرئيسية

الصفحات

سر التحفيز والإنتاجية من منظور كتاب العادات الذرية - الجزء الأول

 

سر التحفيز والإنتاجية

من منظور كتاب العادات الذرية


جدير بالذكر أن كتاب العادات الذرية لمؤلفه جيمس كلير أكبر من أن يقوم بتحليله أو اعادة قراءته شخص مثلي، ولذلك يمكن أن تعتبر هذا المقال هو ملخص كتاب العادات الذرية، وسواء كان هذا أو ذاك فأنا أعدك من خلال السطور القادمة بقراءة ذات بعد جديد عن سر التحفيز والانتاجية من منظور الكتاب، فهيا بنا ..


يحتوي المقال على اقتباسات لمواضع عدة من داخل الكتاب الأصلي.



سر التحفيز والانتاجية من منظور كتاب العادات الذرية



السر


لعلك قرأت كتاب "السر" أو سمعت عنه أو شاهدت ملخصاً مرئياً له على إحدى القنوات، والذي يسعى كاتبه لإيصال فكرة أن الإنسان يمكنه أن يصل إلى تحقيق أي تفوق في أي مجال يريده لمجرد أن يضبط ترددات عقله بشكل متوافق مع هدفه، ويشحذ فكره تجاه توقع حدوث هذا الهدف.



فإن أردت مثلاً أن تحصل على مليون دولار، فقط كل ما عليك هو أن تتخيل حدوث ذلك وتعيش في هذه الحالة الذهنية وتمتن لها وتتصرف على أساسها، ولا ينفك عقلك يعانق هذه الفكرة ويشتعل حماساً بنوال هذا المبلغ، ولا تشغل بالك من أين سيهبط عليك. وهكذا ..



وقد واجه كتاب السر العديد من الإنتقادات بل والاتهامات، وصدر كتاب "خرافة السر" بقلم المفكر عبد الله صالح العجيري للرد عليه وتفنيده.

وانقسم الجمهور إلى فريقين أحدهما يؤيد فكرة كتاب السر والآخر ينكرها من الأساس، غير أن هناك فريق ثالث من المتخصصين في مجال "التنمية البشرية" وتطوير الذات والبرمجة اللغوية العصبية، من طوع بعض الأفكار التي وردت داخل كتاب السر وطعمها بمكتسبات تلك العلوم ليعيد صياغتها وبناء هيكلتها.



وعلى رأس من أعرفهم في هذا المجال هو دكتور أحمد عمارة الخبير في العلاج بالطاقة الحيوية واستشاري الصحة النفسية، حيث أعاد فكرة السر بأسلوب أكثر منطقية وواقعية، من خلال بعض التمارين العقلية والنفسية والخطوات العملية التطبيقية لتحقيق ما تسعى أن تحققه.



مرة أخرى: لتحقيق ما "تسعى" أن تحققه، هنا يكمن الفرق "السعي" فليست الأماني بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ولذا فإن السر ليس في كتاب السر ولكن السر سنكشفه في السطور القادمة من تلخيص كتاب العادات الذرية كأحد أكثر الكتب مبيعاً للكاتب جيمس كلير.


قوة العادات


يتضح لنا من ملخص كتاب العادات الذرية أن الإنسان نتاج عاداته، لأن الصعود نحو النجاح أو الهبوط نحو الاخفاق ما هو إلا نتاج عاداتنا اليومية، وليس نتاج التحولات الجذرية التي تحدث مرة واحدة في العمر.



تكمن قوة العادات في أن تعرف أن التحسن بمقدار 1 % بشكل يومي، برغم أنه ليس جديراً بالثناء بل ليس جديراً بالملاحظة من الأساس، إلا أنه يصنع فارقاً مذهلاً على المدى البعيد بشكل لا يُصدق.



وإن كنت لا تصدق فهذه المعادلة الرياضيه ستقنعك:
1 % افضل لمدة سنة >> 1.01 مرفوع لأس 365 = 37.78
وكذلك استمرارك على عادة سيئة لمدة سنة:
1 % اسوأ لمدة سنة >> 0.99 مرفوع لأس 365 = 0.99



ومن هنا فإن منحنى التقدم لا يصعد بشكل خطي، وإنما يأخذ في النمو بشكل دالة أسية كما يتضح في المنحنى أمامك:


منحنى تقدم العادات - كتاب العادات الذرية
منحنى تقدم العادات - كتاب العادات الذرية



إن عاداتك تبدو وكأنها لا تحدث أي تقدم ولكن على المدى البعيد تحدث تأثيرا ضخماً. يصعب إدراك ذلك في حياتنا اليومية لأنك إذا ادخرت مبلغاً من المال اليوم لن تصير مليونيراً اليوم، ولو أنك ذهبت إلى صالة رفع الأثقال الليلة لن تبرز كتلك العضلية الليلة، ولأن العادات لا تظهر نتائجها بسرعة فإننا غالباً ما نعود إلى سلوكياتنا المعتادة.



الفعل الواحد من السهل التغافل عنه ولكن تكرار إتيانه ذلك ما يجعل أثره ملحاً جلياً، أنت إن تأخرت خارج البيت ليلة وأهملت أسرتك من السهل أن يسامحوك، ولكن إذا تكررت هذه العادة تصير إلى مشكلة كبيرة تهدد استقرار بيتك.


حتى الطريقة التي اتبعتها لأخرج هذه المقالات الستة التي تحمل ملخص كتاب العادات الذرية، هي نفسها جاءت على منوال تكرار عادة يومية صغيرة على مدار ايام طويلة، حيث ألزمت نفسي بقراءة وتلخيص فقرات محددة من كتاب العادات الذرية كل يوم.

 


إن التغيير الذي تحدثه في حياتك باتباعك اسلوب التغيير بنسبة 1 % اشبه بتغيير وجهة طائرة بضع درجات قليلة لحظة الاقلاع، مثل هذا التغيير غير ملحوظ بالكاد، إلا أنه يغير وجهتك النهائية تماماً لتهبط في بلدة تبعد بآللاف الأميال عن تلك التي انحرفت عنها لحظة الاقلاع.



وبالمثل باستطاعة تغيير طفيف في سلوكك وعاداتك كل يوم أن يحول حياتك إلى وجهة مختلفة تماماً.


مرحلة القدرات الكامنة


تكمن المشكلة في أن الشخص يقع في منطقة الإحباط، عندما يلتزم بتكرار عادة لأسابيع وشهور دون أن يلحظ نتائج ملموسة، لظنه أن النتائج يجب أن تنمو بشكل خطي ملموس، في حين أن تأخر ظهور النتائج لا يعني ذهاب مجهودك سدىً، بل هو مختزن بشكل تراكمي، فيما أسماه جيمس كلير في كتاب العادات الذرية بمرحلة القدرات الكامنة، وعند لحظة ما تحدث النقطة الحرجة التي تشب فيها نتائج تكرار هذه العادات وتبرز بشكل متعاظم.



الموضوع اشبه بوعاء مملوء بالماء فوق حطب مشتعل، يقوم الماء باختزان الحرارة داخله في صورة حرارة كامنة، لا يكاد يبدو عليه أي استجابة طوال فترة ارتفاع درجة حرارته، ثم فجأة وعند 100 درجة مئوية يبدأ في الغليان. ليست الدرجة المئوية رقم مئة هي التي دفعته للغليان، ولكنها مجموع الدرجات التي تراكمت داخل جزيئاته.




منحنى الاحباط اثناء بناء العادات - كتاب العادات الذرية
منحنى الاحباط اثناء بناء العادات - كتاب العادات الذرية




ومن هنا فإن كل ما تقدم من ملخص كتاب العادات الذرية يشير عليك أن تنسى أمر الأهداف النهائية وتركز على نظامك اليومي والتزامك ببناء عادات يومية حسنة، سواء كان هدفك أن تنشيء مشروعاً ، أو تصير غنياً، أو تؤلف كتاباً، أو تبني جمهوراً على الإنترنت، أو حتى تعيد بناء الاهرامات.



السر هو السعي


السر في ملخص كتاب العادات الذرية هو أن تلتزم يومياً بالسعي نحو تحقيق هدفك، محافظاً على هذا السعي والتحسن المستمر بذلك المقدار الضئيل جداً من الخطوات الصغيرة كل يوم، وهنا يحضرني عمق تفسير الآية الكريمة التي يعلمنا فيها رب العزة هذا المعنى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى .. النجم 39"ثم يؤكد على سحر وفاعلية الخطوات الصغيرة رسوله الكريم حين قال: "خير الأعمال أدومها وإن قل".




وبذكرنا "السعي" نعود إلى ما بدأناه في بداية هذا المقال عن السر من خلال ملخص كتاب العادات الذرية، لنفهم بشكل أوضح وأعمق ما هو السعي، فليس السعي مرحلة محددة بوقت، تتوقف بظهور المعوقات وتتعطل بعراقيل السير، بل السعي هو حالة دائمة، السعي هو أسلوب حياة أو هو الحياة ذاتها دون أدنى مبالغة، فالسر هو السعي.




ولذا لا تعلق آمالك على النتائج ولا تؤجل فرحتك لحين تحققها ولا تعطل سعادتك حتى تبلغها، إنما عش بالسعي ومع السعي ودع بلوغ الأهداف في يد من يكافيء على السعي وتوكل عليه، ورحم الله إمامنا الجليل الشيخ الشعراوي حين يقول: "الجوارح تعمل والقلوب تتوكل".



لا تحسب المجد تمراً أنت آكله .. ولن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرَ


وفي الحقيقة فإن الشخص الذي لا يسعى بخطوات منتظمة بتحسين والنهوض بجوانب حياته، هو يسعى في الإتجاه المعاكس بتدهورها وتأخرها، لأن الأرض دائماً في حالة حركة من حولنا فتسبق وتترك من لا يواكب حركتها تلك.



عاداتك وهويتك، من أين يبدأ التغيير؟


صورتك الذاتية عن نفسك ستظل تلاحقك وتعيدك إلى حقيقة شخصيتك مهما حاولت أن تتجمل أو تتصنع. جذور معتقداتك ومعتنقاتك وما تؤمن به ترجعك دائماً إلى ما أنت عليه ضد أي محاولة للتغيير، فمعظم الناس يقومون بتغيير عاداتهم بالارتكاز على ما يريدون تحقيقه (النتائج)، في حين أن الصواب أن نقوم بتغيير عاداتنا بالارتكاز على ما نريد أن نكونه (الهوية).



من الصعوبة بمكان أن نسعى لتحقيق أهدافنا من خلال أفعال وعادات من دون التفكير في المعتقدات الكامنة خلف هذه الأفعال، غير مدركين أن هويتنا القديمة يمكن أن تخرِّب خططنا الجديدة للتغيير.



إن أي محاولة للتغيير بما لا يتوافق مع الذات لن يكتب لها البقاء، ربما تريد أن تتمتع بصحة جيدة واتباع نظام غذائي صحي وتلتزم بالتمارين البدنية، ولكنك تميل للراحة بدلاً من الانجاز فستنجرف إلى سلوك الاسترخاء وتعود أدراجك إلى عاداتك القديمة.



يركز مقالنا اليوم عن تلخيص كتاب العادات الذرية على أن تتبع خطواتك نحو ما تريد أن تكونه وما أنت مؤمن به من الأساس حتى تتحصل على أقصى تحفيز يمكنك من الاستمرار، ولا تكن مدفوعاً بحماسة ما تصبو إليه من أهداف وإلا فسرعان ما تخبو شعلة ذلك الحماس وتتراجع إلى حيث بدأت. فليس الهدف أن تقرأ كتاباً، ولكن الهدف أن تصير قارئاً، وليس الهدف أن تحمل أثقالاً، ولكن الهدف أن تصبح رياضياً. وهكذا ،،



عليك أن تدرك أن أفعالك الحالية هي مؤشر لنوعية الشخص الذي تؤمن بأنك عليه، سواء على المستوى الواعي أو اللاواعي، هذا يفسر لك لماذا تنتكس دائماً عندما تحاول الإقلاع عن التدخين (أو أي عادة سلبية)، حين يحاول أحدهم أن يعطيك سيجار فترد عليه قائلاً: شكراً، فأنا أحاول الاقلاع عن التدخين. في حين أنك ستكون أقرب للاقلاع إذا كان ردك: شكراً، فأنا غير مدخن.



إنها طريقة التفكير التي تبين الفرق بين الشخص الذي يمارس عاداته مرهوناً ببلوغ غايته، وبين الشخص الذي يمارس عاداته كجزء من هويته الشخصية ومعتقده الداخلي. كيف ترى ذاتك؟



وكما أن عاداتك صدى لهويتك، فإن هويتك في الأصل تنبثق من عاداتك، فهي عملية تبادلية، فالعادات والهوية الشخصية تؤثر كل واحدة منهما في الأخرى.



والخبر السار أن هويتك ليست محفورة في الصخر، بل يمكن تشكيلها واختيار الهوية التي تريد تعزيزها وذلك عن طريق العادات التي تبدأ في ممارستها اليوم وكل يوم، انه سر ما جاء من ملخص كتاب العادات الذرية.



هل العادات تحد من حرياتنا وتقلل من استمتاعنا؟



العادات كما يعرفها عالم النفس السلوكي جيسون هرينا هي "حلول موثوق بها لمشكلات متكررة في بيئتنا"، أو بمعنى آخر فإن العادات هي ردات فعل أو اختصارات عقلية مكتسبة من واقع التجربة والخبرة.



وعند تكرار هذه العادات مرات كافية يقوم العقل الواعي بتمريرها إلى العقل اللاواعي لكي يؤديها نيابة عنه بصورة أوتوماتيكية، ويتفرغ العقل الواعي لمعالجة أمور أخرى.


يتجلى ذلك عندما تكون حديث عهد بقيادة سيارتك، حيث تصب كامل تركيزك (مستخدماً عقلك الواعي) على ممارسة القيادة واستخدام كامل جوارحك وحواسك لهذا النشاط.



بينما عندما "تعتاد" على القيادة تصير تمارسها بشكل أوتوماتيكي (مستخدماً عقلك اللاواعي) دون أن تستهلك من تركيزك ما كانت تستهلكه في باديء الأمر، بينما ينشغل عقلك الواعي الآن بمعالجة أمور أخرى مثل الاستماع إلى حديث صديقك، أو الرد على تليفونك المحمول، وهكذا ..



وانطلاقاً من هذا المفهوم يجب ألا نتعلل بأن ممارسة العادات كل يوم يحد من اختياراتنا ويقلل من استمتاعنا، وليس ما جئنا به من ملخص كتاب العادات الذرية يهدف إلى تقييد حرياتنا، لأن العادات في الواقع تعزز حريتنا لأنها تحرر عقولنا من مشاكلنا الحياتية للتركيز على التحديات الأخرى والانطلاق نحو ابداع جديد وتحقيق انجاز آخر من خلال ممارسة المزيد من العادات الذرية.


كل ما سبق يعد مقدمة قبل الشروع في الحديث حول مراحل تكوين العادات الأربعة التي ستمتد معنا طوال المقالات القادمة كـ ملخص كتاب العادات الذرية، والآن هيا لنتعرف سريعاً عن مراحل تكوين العادات كما جاء على لسان جيمس كلير بكتاب العادات الذرية، قبل افرادها بتوسع في مقالات مستقلة قادمة.  



4 خطوات لتكوين عاداتك


قسّم جيمس كلير في ملخص كتاب العادات الذرية طريق بناء العادات إلى 4 مراحل أساسية، هي:


1) الإشارة: يعمل عقلك داخل بيئتك بصورة متواصلة لالتقاط الإشارات التي تخدم بقائك وتشبع حاجاتك، وتأتي هذه الإشارات كتنبيه للدماغ لبدء سلوك ما لنيل مكافئة، وبالتالي يتولد لديك التوق لنيل هذه المكافأة.




2) الرغبة (التوق): هو القوة التحفيزية التي تكمن خلف ممارسة الفعل، ومن دون الرغبة في التغيير لما وًجِدَ سبب للفعل، وإننا لا نطوق للعادة نفسها ولكن نتوق للنتيجة التي ستقدمها لنا ممارسة هذه العادة.


فأنت لا تشعر بالتحفيز من جانب رفع الاثقال، ولكن ما يحفزك هو الرغبة في الحصول على جسم قوي مشدود. ولا يستهويك مكوثك بالساعات لاستذكار دروسك، ولكن يحفزك تحصيل أعلى الدرجات.



3) الاستجابة: هي ممارسة الفعل نفسه والمواظبة على العادة، وتؤدي الاستجابة في النهاية إلى المكافأة.



4) المكافئة: هي ثمرة الفعل والغاية المنشودة والنتيجة النهائية، وإشباع ما تاقت له نفسك في البداية، وبالمكافأة يتكرر السلوك وتستمر دورة العادات الذرية.



حلقة العادات - كتاب العادات الذرية
حلقة العادات - كتاب العادات الذرية



وحتى تبدأ في تكوين عادة جديدة عليك أن تجعل:

الإشارة > واضحة
والرغبة> جذاب
والاستجابة > سهلة
والمكافأة > مشبعة

ولكي تبدأ في التخلص من عادة سيئة عليك أن تجعل:

الإشارة > غير واضحة
والرغبة> غير جذاب
والاستجابة > صعبة
والمكافأة > غير مشبعة



هذا ببساطة هو سر تكوين عادات جديدة أو التخلص من عادات سيئة، وهذا هو السر في قوة كتاب العادات الذرية. 


إلى هنا نصل إلى نهاية الجزء الأول من مقالنا "سر التحفيز والانتاجية من منظور كتاب العادات الذرية"، وإلى لقاء قادم مع الجزء الثاني من ملخص كتاب العادات الذرية لنتحدث عن كيف نبدأ في تكوين عادة جيدة أو نتخلص من عادة سيئة.


إليك باقي أجزاء تلخيص الكتاب بروابط مباشرة من هنا:




يمكنك أن تطلب خدمة تخليص الكتب أو المقالات أو اعادة صياغتها من خلال نموذج الإتصال على المدونة من هنا.




Reactions:

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق