القائمة الرئيسية

الصفحات

سر النجاح: لا تقاوم الإغراءات إطلاقاً

 


سر النجاح: لا تقاوم الإغراءات إطلاقاً


سر النجاح: لا تقاوم الإغراءات إطلاقاً



هل تعتقد أن السر في النجاح هو قدرة الأشخاص الناجحين في مقاومة الإغراءات، أو مقاومة رغبات النفس وملهيات الحياة؟ .. إن كنت ممن يعتقدون ذلك فهذا المقال سيقلب لك الموازين، وأول ما سأفاجئك به أن أقول لك: سر النجاح هو ألاّ تقاوم الإغراءات على الإطلاق.


هيا بنا نتعرف معاً على سر النجاح، وما الي يعنيه أن سر النجاح ألا تقاوم الإغراءات إطلاقاً.



سر النجاح: لا تقاوم الإغراءات إطلاقاً


في الوقت الذي يعتقد فيه كثير من الناس أن سر النجاح هو مقاومة أكبر قدر ممكن من الإغراءات، والتركيز في العمل أو الدراسة أو المذاكرة، إلا أن مقاومة الإغراءات هي حرب خاسرة بكل المقاييس، وسر النجاح هو عدم مقاومة الإغراءات على الاطلاق.



النجاح النهائي وتحقيق الأهداف الكبيرة، هو مجموع احراز النجاحات الصغيرة، وحتى تحرز هذه النجاحات أو أن تحقق بعض الإنجازات التي تصبو إليها، مثل قراءة كتاب مهم أو تلقي كورس أو كتابة مقال أو حتى أن تنجح في تقليص وقتك الضائع على مواقع السوشيال ميديا، عليك أن تستغرق في اتمام هذه المهام بتركيز واستغراق وعمق.



وحتى تنجز هذه المهام بتركيز عليك أن تعمل بعمق، عليك أن تهييء البيئة من حولك بشكل يخلو من أي مشتتات، حتى لا تضطر لمقاومة الإغراءات من حولك، ذلك ببساطة لأنه لا يوجد ما تقاومه.


الصراع بين التركيز والانجاز وبين الإغراءات والمشتتات


نحن الان في زمن يصعب فيه التركيز والعمل بعمق، أصبح الحصول على قسط من الانقطاع والعكوف لإنجاز مهمة أو تعلم دورة أو التركيز في قراءة كتاب، أمر من الصعوبة بمكان.



نحن اليوم في زمن السرعة والتكنولوجيا والمشتتات والملهيات، مضى 
زمن التأمل والهدوء، حتى بركة الوقت التي كانت تعينك على الإنجاز ولت ولم تعد.



وإن لم يأتيك صديقك أو قريبك ليقطع عليك تركيزك واستغراقك في العمل، ستأتيك المشتتات من بين يديك لتغرقك بكم هائل من الإشعارات والبيانات الرقمية المتداخلة على تليفونك الجوال.



ولعل هذا هو الفارق بين زماننا وزمان العلماء الأوائل، ذاك الزمان الذي إذا ذكرت فيه علوم الطب والفلك والرياضيات والهندسة، وجدتها خرجت من قنينة رجل واحد، أمثال ابن سينا، وابن رشد، وابن الهيثم، والخوارزمي، وغيرهم.



هذا لأنهم استغرقوا في دراستهم استغراقا لا مشتتات فيه، فاستطاعوا أن يبرعوا في عدة جوانب، ذلك بالطبع فضلاً عن الفوارق الشخصية بيننا وبينهم.



ولذلك يتم ربط النجاح دائما بضبط النفس والقدرة على التركيز والاستمرارية وعندم الالتفات إلى المشتتات، ولذلك فإن أسهل وأيسر الطرق للتركيز وتكريس مجهوداتك والتغلب على الإغراءات هو أن تخلق من حولك جواً خالي من الاغراءات، وتهيء مكاناً لا تضطر فيه لمقاومة ما يشتت تركيزك.



ولعل ما أيد هذا المنطق هي تجربة ظريفة جدا أطلق عليها تجربة المارشميلو.




سر النجاح: لا تقاوم المارشميلو


تمت هذه التجربة (تجربة المارشميلو) في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، قام القائمين على تجربة المارشميلو على جمع عدد من الأطفال، وأعطوا كل طفل طبق به قطعة مارشميلو واحدة، وتركوه بمفرده داخل غرفة مغلقة، بعد أن أخبروه أنه بإمكانه أن يأخذ قطعة مارشميلو ثانية بشرط ألا يأكل قطعة المارشميلو الأولى لمدة ١٥ دقيقة.



لك حينها أن تتخيل مدى الحرب النفسية التي عاناها هؤلاء الأطفال الأبرياء، تقول نتيجة تجربة المارشميلو أن ثلثي عدد الأطفال قاموا بإلتهام قطعة المارشميلو الأولى مباشرة بعد خروج الشخص خارج الغرفة، بدون أي مقاومة تذكر.



أما ثلث الأطفال استطاعوا أن يقاوموا اغراء طعم المارشميلو اللذيذ لمدة ١٥ دقيقة كاملة في سبيل الفوز بقطعة إضافية من المارشميلو، ولم تنتهي تجربة المارشميلو عند هذا الحد، وبالمتابعة وجدوا الدارسين أن هؤلاء الأطفال في شبابهم أثبتوا قدرة على النجاح والانجاز أكثر من باقي الأطفال.



كيف استطاع هؤلاء الأطفال مقاومة إغراء المارشميلو؟


كثير من الدراسات تشير إلى أن النجاح يتعلق بقوة الإرادة وضبط النفس، ولكن هذا التفسير ربما يرتبط أكثر عند الحديث عن الأشخاص الأكبر سنا والأكثر نضجاً والأوفر خبرة.



ولكن في تجربة المارشميلو لم يكن الأمر كذلك، فقد لوحظ أن الأطفال الذين قاوموا اغراء المارشميلو، هم في الأساس لم يقاوموها، ولكنهم صرفوا تركيزهم عنها.



أثناء ملاحظة الأطفال في غرفهم، لاحظوا أنهم شغلوا أنفسهم ببعض التصرفات التي صرفت تركيزهم عن أكل المارشميلو، فمنهم من أعطاها ظهره، ومنهم من دندن أو غنى، ومنهم من قام وطاف بالغرفة لإلهاء نفسه وتمرير الوقت.



انهم في الحقيقة لم يخوضوا حرب اغراء المارشميلو لأن المقاومة هي حرب خاسرة.



سر النجاح مرتبط بتجنب الإغراءات والمشتتات


مقاومة الفرد أشبه ببطارية الهاتف، كلما استهلكت منها كلما قاربت على النفاذ، والشخص الذكي هو الشخص الذي لا يضطر لأن يستهلك طاقته في الرفض والمقاومة لأنه يعلم أنها حرب خاسرة.



ولذلك اذا كنت مثلاً تتبع حمية غذائية، فلا تجعل ثلاجتك ملأ بما لذ وطاب مما تشتهيه من أصناف الحلويات، فربما أنت ستقوم مرة .. مرتين .. ثلاثة، ولكن في النهاية ستخور قواك وينتهي مخزونك من القدرة على التحمل ومقاومة اغراء الطعام.



وكذلك إذا أردت تقليل استخدام تطبيق أو جيم على الموبيل، فقم بإزالته من التليفون المحمول بحيث يصعب استخدامه .. وهكذا.



وكذلك في كافة أمور حياتك على طريق النجاح، قلص مغريات العصر ومشتتات الحياة من حولك، ولا تعول على قدرتك على ضبط النفس وقوة الإرادة فحسب، ولكن هيء لنفسك ما يعينك على ذلك، فالنفس ضعيفة والعقل يميل إلى بذل الحد الأدنى من المجهود الذهني.



ومن هنا نخلص إلى أن النجاح والإنجاز غير مرتبط بقوة الإرادة والعزيمة وضبط النفس بقدر ما هو مرتبط بقدرتك على تهيئة البيئة المحيطة بك بشكل يعينك على تحقيق الهدف الذي تسعى إليه.




كلمة شكر

في النهاية أود أن أشكر اليوتيوبر المعروف المهندس (أحمد أبو زيد) صاحب قناة "دروس أونلاين"، لما ألهمني به لكتابة هذا المقال الذي يعد تفريغ مع بعض التصريف لما جاء في أحد حلقاته، رابط الحلقة الأصلية من هــنا





هذا المقال لك إن كنت تبحث عن:
سر النجاح، النجاح، طريق النجاح، تطوير الذات، تنمية بشرية، أسرار النجاح، التعليم الذاتي، تجربة المارشميلو، مارشميلو، تحقيق الأهداف، الأهداف، حقق أهدافك، مقاومة الإغراءات، ضبط النفس، قوة الإرادة، كيف تنجح في حياتك، التركيز، المزاكرة، قوة التركيز، التركيز على الهدف، أهدافك، كيف تحقق أهدافك، الشغف، اكتشف شغفك في الحياة، احمد أبو زيد، اليوتيوبر أحمد أبو زيد، لا تقاوم الاغراءات، الاغراءات، المغريات، مغريات، اغراء، كيف تقاوم الاغراء، كيف تتجنب الاغراءات، عصر المغريات.



Reactions:

تعليقات