القائمة الرئيسية

الصفحات

الفخ .. قصتي مع مواقع التسويق الهرمي النصابة

 

الفخ .. قصتي مع مواقع التسويق الهرمي النصابة


الفخ .. !!
قصتي مع مواقع التسويق الهرمي النصابة



 

عن ذلك الفخ الذي يُحاك لضحايا مواقع وشركات التسويق الهرمي أو التسويق الشبكي، أروي لكم قصتي للتحذير من الوقوع في شراك نصب وخداع شركات التسويق الهرمي، فكيف كانت البداية؟ وكيف يستدرجون ضحاياهم لسلب أموالهم؟



فكرة العمل على الإنترنت


كنتُ ولا زلتُ ذلك الشاب الذي يحلم أن يغرد خارج السرب _أقصد سرب العمل الوظيفي التقليدي_ كنت دائماً ولازلتُ أتطلع لذلك العمل الخاص الذي يُدر دخلاً يطلقون عليه الدخل السلبي، وللتبسيط لمن لم يستمع لهذا المصطلح من قبل، فهو مثل عقار تملكه ويدر عليك هذا العقار إيراداً شهرياً دون تدخل أو مجهود منك. 


أو مثل دورة تدريبية تقوم بالعمل وبذل الجهد عليها لمرة واحدة ثم تطلقها بحملات تسويقية على صفحات التواصل الاجتماعي والمنتديات لتبيعها عشرات أو مئات المرات، أو كمدونة تقوم بإنشائها والعمل عليها ثم الترويج لها، ثم بعد ذلك تجلس أنت لتراقب عداد إحتساب الأموال على حسابك، ياله من أمر ممتع حقاً. 


ولكن الأمر ليس من السهولة بمثل سهولة هذا الكلام المكتوب عنه، ولكن الأمر لا يخلو من جد وتعب وسهر وصبر، ولكنك ما أن تقطف ثماره حتى تجد حلاوته في فمك وكل جوارحك.



وهذا هو ما بتُّ أفكر فيه، عمل ولو حتى بدوام جزئي يدخل لي مدخولاً إضافياً، حتى تعرفت على دورة تدريبية أطلقتها شركة صغيرة تسمى (كريستال مايند)، والدورة كانت بعنوان (تعلم الترجمة) ولمجال الترجمة مساحة عريضة شاغرة على فضاء الإنترنت، لا يكاد يسد العاملين بها فجوة السوق بين العرض والطلب، ولسبب أو لآخر فقد فترت همتي في إستكمال مشوار إحتراف الترجمة، ولكن همتي ما فترت تجاه الهدف ذاته وإن تعددت الأساليب وتغيرت الطرق.



حمِّل مجاناً كتيب: أفضل 11 موقع وتطبيق للربح من الإنترنت بدون مهارة


(تجاربي الشخصية مع المواقع الربحية الموثوقة)




الوقوع في شراك مصيدة التسويق الهرمي


ويبدو أن زميلةً لي _كانت معي في دورة الترجمة_ قد فترت همتها هي الأخرى عن إستكمال مشوار الترجمة، وأخذت تبحث هي الأخرى عن طريقة أخرى للكسب أو الربح من الإنترنت، وقد إتصلت بي ذات يوم لتخبرني أنها قد توظفت في إحدى شركات التسويق الهرمي التي تمارس أكثر نشاطها من خلال الإنترنت. 


أخبرتني زميلتي هذه (ولنرمز لإسمها بالحرف ف) أنها تعمل مسوقة لمنتجات هذه الشركة _وكانت تسمى شركة Q-net_ مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والتليفونات المحمولة والمكانس الكهربائية والغسالات وأجهزة المايكروويف وغيرها وغيرها. 


وكلما تمكنت صاحبتنا "ف" من بيع منتجات أكثر كان لها نصيباً من أرباح البيع بشكل أكبر، وهذا أمر منطقي وعقلاني ومحفز، ودفعني للسؤال: هل الأرباح مجزية؟ قالت لي: جداً .. إذا إنها فرصتي التي لطالما تربصتُ لها قد حان وقت إقتناصها.



طريقة العمل في شركات التسويق الهرمي، وكيف يستدرجون ضحاياهم؟


عندما تبحث عن نشاط الشركات التي تمارس التسويق الهرمي، على الإنترنت سيخبرك ويكيبيديا أن: "التسويق الهرمي أو مشروع الاحتيال الهرمي هو نموذج عمل غير مستقر هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتربع على رأس الهرم" وهو التعريف المختصر لطبيعة هذا النموذج المحتال، وهذا كله عرفته لاحقاً .. نُكمل ،،


الفخ .. قصتي مع مواقع التسويق الهرمي النصابة
مخطط لنموذج التسويق الهرمي الإحتيالي


أخبرتني "ف" أن عليَّ أن آخذ كود تعريفي داخل هذه الشركة ثم أبدأ في الترويج والتسويق والدعايا والإعلان من خلال حساباتي على الفيسبوك وتويتر وواتساب، وجميع مواقع التواصل الإجتماعي بين الأصدقاء والمعارف والأقاربك، والسوق أمامي مفتوح، ولكي أتحصل على هذا الكود عليَّ أولاً أن أشتري واحداً أو أكثر من منتجات الشركة!



ثم أقوم بالمثل في جلب عملاء وزبائن آخرين للشراء أحد منتجات هذه الشركة، آخذ أنا عمولتي، ويقومون هم بدورهم بالحصول على كود يمكنم من التسجيل بالشركة، ويسوقون لآخرين .. وهكذا تنتشر قاعدة هرمية من المسوقين والمستفيدين أيضاً، والمستفيد الأكبر في كل الحالات هو رأس هذا الهرم، ولهذا سُميت هذه الطريقة بالتسويق الهرمي.


وهنا بدأ الفأر يلعب في .. فكري، ولكني لم أطيل التفكير في هذه الجزئية، خصوصاً أن زميلتي "ف" قد حددت لي لقاء مع أحد ممثلي الشركة.



على حافة الوقوع في الفخ


وذهبتُ للقاء المرتقب في لهفة وأمل، كنت مُجهد في ذلك اليوم، ولكن شعلة الأمل في فرصة أفضل أضاءة ليلي واشعلت حماسي.
دلفتُ إلى حلواني إيتوال -هذا ليس إعلان دعائي- بوسط البلد حيث واعدني صاحبنا (ولنرمز لإسمه بالحرف "ع") ودار نظري في الموجودين، ووقع نظري عليه وأشار لي بالإنتظار لحين التفرغ من العميل الجالس معه. 


ما هي إلا دقائق حتى إنصرف العميل وقد علت ملامحه نظرة سعيدة ظافرة، يبدو أن الصفقة قد تمت بنجاح، وجاء دوري وعلت خواطري أسئلة كثيرة، تقدمتُ .. سلمتُ عليه .. سألني: تشرب إيه؟ ...



كان شاب في الثلاثينات، يظهر عليه أثر الثراء، توحي مفاتيح سيارته الـ BMW بالرفاهية، فتح أمامي كمبيوتر محمول أنيق، وأخذ يشرح لي نظام الشركة، ومميزاتها، وفرص السفر والرحلات والجوائز و .. و .. و .. كل هذا مقابل ماذا؟! .. ماهي طبيعة عملي معكم؟! ..



فأخبرني بأن عملي ينحصر في شراء منتج أو أكثر من منتجات الشركة، ثم أقوم بتسويقه والدعايا له وجلب مشترين جدد ومع كل عملية بيع جديدة من خلالي، أو من خلال هؤلاء الأشخاص يضاف إلى رصيدي نسبة من أرباح البيع، ثم يقوم هؤلاء الأشخاص بدورهم في الترويج والبيع، وعليه فيصب ذلك في رصيدي ورصيدهم نصيبنا من الأرباح، وهكذا بشكل يشبه الهرم كلما إتسعت قاعدته عاد ذلك بالربح المتضاعف لرأس الهرم.



وجلستُ أسمع في وجل، وحتى أزيل ذلك الشك سألته: ولأي شركة ترجع هذه المنتجات؟
فأضاف جوابه شكَّاً إلى شكي! فالمنتجات غير معروفة الهوية، وهنا انتهى اللقاء.





القرار الصائب


ورجعتُ إلى بيتي وكل شغلي أن أبحث عن مصداقية هذه الشركة المجهولة والغامضة والمريبة Q-net .. وكان صاحبنا "ع" يراسلني ويُرسل لي صور البطاقة الضريبية لشركة Q-net ورقم السجل التُجاري، وكان الصوت في عقلي يزداد يقينا بكذبه وكذب شركته الوهمية، وكانت صاحبتنا "ف" تراسلني وتلح عليَّ في الانضمام.



ومن ناحيتي كثفت بحثي على صفحات الانترنت ومعظم المصادر أجمعت على حرمانية مثل هذه المواقع أو الشركات، فضلاً على عدم مصداقيتها وزيفها وكذبها، حتى قطعت على نفسي القرار، وعزمت على عدم الدخول في هذه المتاهة وهذا الفخ، وراسلت "ف" وصارحتها بما في قلبي وحذرتها من الانجراف خلف هذه الأكاذيب.



حتى جاء اليوم الذي اتصلت بي فيه "ف" وقالت لي: كان عندك حق، الشركة طلعت نصابة وتبيع الوهم وتصطاد ضحاياها لتستنزف أموالهم.
وهذا حال كل شركات التسويق الهرمي، أو ما يطلقون عليه أحياناً التسويق الشبكي، وأياً كان المسمى فمثل هذه الطريقة في التسويق وجلب المشترين يجب الحذر، وللعلم هذا الفخ الكبير يقع فيه كثيرون بشكل يومي، ولذا وجب التحذير.



الخسارة الوحيدة


بعدما صارحتني زميلتي تلك بحقيقة هذه الشركة بعد التعامل المباشر معها، صارحتني أيضاً أنها كانت ضحية من ضحايا هذه الشركة النصابة، وخسرت 7000 جنيه مصري نظير عملها معهم. 


ولهذا وجب التنويه والتحذير من خلال هذه القصة التي حدثت معي شخصياً، والحمد لله الذي أنقذني من الإنجراف وراء هذه الأوهام، والسقوط في هذا الفخ.


أما أنا فكانت خسارتي الوحيدة هي ثمن المشروب الذي تطوعت بدفعه في كافيه إيتوال .. !!


صاحب التجربة الكاتب/ م. مدبولي ماهر


>> يمكنك أيضاً أن تقرأ لي: حتى لا تسقط فريسة للمواقع المحتالة: قانون الربح من الإنترنت


Reactions:

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. غير معرف20.2.23

    الحمد لله انك لم تنجرف خلفهم

    ردحذف

إرسال تعليق